الرؤية القرآنية للقيم (5):
تيار الأخلاق الإسلامية "وضبابية" المنهج
عبد الحق الزموري
بعد أن مهّدنا في الأجزاء السابقة من هذه الدراسة لسياقات نشأة تيار الأخلاق القرآنية في الحقبة المعاصرة، وعرضنا بالرصد والتحليل لإسهامات الغربيين والمسلمين في القرن العشرين حول موضوعة "الأخلاق" في عمومها، تبيّن لنا حجم الخلط والالتباس وعدم التمييز المعرفي والمنهجي بين مفهومات القيم والأخلاق والآداب والايتيقا، كما أسلفنا، رغم الحجم المتزايد في الاهتمام بهذا المبحث والمكانة التي بدأ يحتلها في الأكاديميا، ما استوجب الحديث عن "الانعطافة الأخلاقية" مع نهاية القرن العشرين.
بعد أن مهّدنا في الأجزاء السابقة من هذه الدراسة لسياقات نشأة تيار الأخلاق القرآنية في الحقبة المعاصرة، وعرضنا بالرصد والتحليل لإسهامات الغربيين والمسلمين في القرن العشرين حول موضوعة "الأخلاق" في عمومها، تبيّن لنا حجم الخلط والالتباس وعدم التمييز المعرفي والمنهجي بين مفهومات القيم والأخلاق والآداب والايتيقا، كما أسلفنا، رغم الحجم المتزايد في الاهتمام بهذا المبحث والمكانة التي بدأ يحتلها في الأكاديميا، ما استوجب الحديث عن "الانعطافة الأخلاقية" مع نهاية القرن العشرين.
في حد التعريف: فروع علمية مستقلة؟
سعت الأكاديميا الغربية، وخاصة بعد المأزق الأخلاقي الذي تسببت به آثار الحربين العالميتين (1914 – 1948)، إلى تخصيص كل من القيم والأخلاق والايتيقا بمجالات علمية مستقلة ومختلفة عن صاحباتها، في الموضوع والمنهج والأدوات، ضمن مبحث أعمّ هو علم الانثروبولوجيا (Laidlaw 2014; Massé 2009)1 . بيد أن هذا الرأي لم يُصبح بعدُ نهائيا في مباحث العلوم الانسانية اليوم (Fassin 2012; Lau 2024)، ولا يزال النقاش قائما إلى مدى الحاجة المعرفية إلى انثروبولوجيا القيم، وأنثروبولوجيا الاخلاق ... الخ.
ولعل ذلك الجدل هو ما دفع عددا من الباحثين المسلمين، وإزاء تفاقم تلك الأزمات الأخلاقية (Beekun 1996)، إلى اختيار تغيير المقاربة ومفارقة السياجات النظرية والمنهاجية الغربية في تدبّر السؤال الأخلاقي، منادين بإعادة التوجيه نحو المنظومة القيمية القرآنية لأنها "تقدم منظورًا كاملاً متعدد الأبعاد، وأسلوب حياة شامل"؛ "وباعتباره دين الرحمة، ينبغي أن يكون الإسلام المرجع الرئيسي والمبدأ التوجيهي في صياغة مدونة أخلاقية عالمية" (Ebrahimi and al. 2017).
في هذه الفقرة سنعرض إلى أولئك الذيم انتبهوا إلى تدبّر مسألة الأخلاق في الإسلام من داخل الرؤية القرآنية، ونحاول رسم مدى وعيهم بضرورة رسم الفروقات بين مجالات القيم والأخلاق ومتعلّقاتهما، والتمييز بينها، وبالتالي البناء على الحدود المُقامة لها.
***
ختم محمد عابد الجابري مشروعه البحثي في بنيات العقل العربي بكتاب العقل الأخلاقي عند العرب (الجابري؛ 2001)، وفيه تتبع بنية ذلك العقل في التراث العربي، ورسم خرائطيته وشخوصه وأوضح علاقاته ونَسَبَه. وفي إطار عمله على تحرير العقل الأخلاقي الإسلامي من إغراءات أسلمة آداب الفرس (الماوردي)، وأسلمة أخلاق اليونان (الراغب الأصفهاني)، وأسلمة "آداب السلوك" الهرمسي (الغزالي)، احتفى بالعز بن عبد السلام (تـــ 660 هـ) "الذي أعرض إعراضا تاما عن هذه المحاولات وأهملها تماما، بل وأحدث قطيعة جذرية ونهائية معها" (الجابري؛ 2001، 596)، واعتبره مؤسِّسًا لنظرية أخلاقية إسلامية خالصة، وحاملا لمشروع إسلامي أخلاقي. جاء اهتمام الجابري بابن عبد السلام في سياق تأْريخه لمحاولاتٍ تراثية في أسلمة الأخلاق (الفصل 22)، وميّزه رأسا لذلك التيار وأكثر أصحابه وعيا واستواء، وذلك من خلال كتابيه: "قواعد الأحكام في مصالح الانام" و "شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال". ومثلما رأينا في المقالة السابقة2 فإن الجابري – بالنهاية – لم يتمكن من تمييز المجالات العلمية التي يتحرك فيها كل مفهوم، وتوقف عند الاحتفاء بمنهجية العزّ في تناوله لسؤال الأخلاق داخل المقاربة القرآنية، بل ولم يشر في تحليله لكتابي هذا الأخير إلى المستوى المعرفي والابستمولوجي الذي كان يتحرك فيه صاحبهما.
وفي سياق محاولة استشراف تصور إسلامي للسؤال الأخلاقي، لخّص بعض الباحثين مختلف التيارات الغربية التي تناولت موضوعة الأخلاق، وناقشوها ضمن بحثهم عن أفق "جديد" للسؤال (الأفق الإسلامي)؛ يقول العيدروس (Al-Aidarous & al, 2013)
Even though ethics is defined as what is right and wrong, the most pressing issue is how is one to know the right from the wrong (Velasquez 2006). To find out whether an action or behavior is ethically carried out, ethical theories are what organizations have at their disposal. Ethical theories such as relativism, utilitarianism, egoism, deontology, the divine command theory, and the virtue ethics, are all products of Western understanding of what ethics are and how they are applicable to help one’s decision-making process.
فكيف قارب هؤلاء المسألة الأخلاقية (الإيتيقية !) من داخل النسق الإسلامي؟
***
تحاول مريم العطار في كتابها "الأخلاق الإسلامية: نظرية الأمر الإلهي في الفكر العربي الإسلامي" (وهو في الأصل رسالتها للدكتوراه في الفلسفة كانت قد ناقشتها عام 2008 في جامعة ليدز بإنجلترا) (al-Attar 2010) الوقوف عند تخوم الميتا-إيتيقا، والإيتيقا المعيارية، وتقول إنها تقصد بالايتيقا في هذا الكتاب "المقاربة الفلسفية للأخلاق. وهو ينطوي على مأسسة مفاهيم السلوك الصحيح والخاطئ، والدفاع عنها، والتوجيه إليها"، ولا تهتم "بجرد المواقف والقيم التي يحملها الناس. قد تكون مثل هذه التفسيرات ذات أهمية لعالم الأنثروبولوجيا أو عالم الاجتماع، لكنها لا تحظى باهتمام كبير بالنسبة لفلاسفة الأخلاق" (al-Attar 2010; xviii).
تطرح المجلة على نفسها تفكيك "سؤال الأخلاق" في المنظور الإسلامي من مختلف الزوايا، النظرية منها والتطبيقية، وبمختلف المقاربات واللغات، وفي الاختصاصات المعرفية المتعددة. وكان لهاالمصطلح الرئيسي الذي يتردد في جميع فقرات كتاب "العطار" هو (ethnic) وكل متفرعاته في المفرد والجمع، ولا تستعمل غيره إلا في حالات وسياقات محددة عندما تتناول نظام القيم ما قبل الإسلام على سبيل المثال؛ صحيح أنها تستعمل مصطلح الايتيقا في المعنى الفلسفي بحمولة المعتزلة (والقاضي عبد الجبار من بينهم بشكل خاص) كما أشرنا أعلاه، ولكنها لا تتساءل أصلا – منهجيا وفلسفيا – عن المجالات التي تتحرك فيها مفهومات values أو morales أو ethics، ولا عن وجود تمايزات بينها، بالرغم من أنها تشعر بالحرج إزاء الأعمال السابقة – وتقصد الغربية منها – التي تناولت المسألة الأخلاقية في الإسلام ( Donaldson 1953 و Fakhry 1991 على سبيل المثال) لأنها لم تتحرر، برأيها، من تأثيرات المقاربات الفلسفية اليونانية للمسألة، وهو من بين الأسباب الرئيسية للخلط بين تلك المفهومات، وبالرغم من كونها أيضا تستعمل أحيانا مصطلحات مثل القيم الايتيقية (ethical values)، أو المسؤولية الأخلاقية (moral responsibility) أو السلوك الأخلاقي (moral conduct)، عند مناقشة التيارات الأخلاقية عند اليونان. أما عندما تحاول تبيّن الموقف الإسلامي من المسألة، من خلال مساءلة القرآن والسُنّة (الفصل الثاني Ethical Presuppositions of The Qur’ān and the Hadīth) فإنها تستعمل بكثافة مصطلح الايتيقا، أحيانا بمعنى الأخلاق، وأحيانا في معنى معيار السلوك ... الخ؛ وحتى عندما ناقشت مسائل الطبيعة الأنطولوجية "للقيم الايتيقية"، والقضايا الابستمولوجية لأصل معرفة "القيم الايتيقية"، من خلال القرآن والحديث النبوي، فإنها لم تتوقف أصلا عند رسم الأحياز المتعلقة بكل مفهوم، بل تعاملت مع تلك المصطلحات كمعطيات نظرية، واعتمدتها بحمولة النظر الاعتزالي كأدوات تحليل وتصنيف وفرز، لا تحتاج للتوقف والمراجعة، وانطلقت من مصادرة مفادها أن ميتا – أخلاقية المقاصد تسمح بوجود معرفة أخلاقية تعتمد على العقل (al-Attar 2017)، مُحيلة في ذلك على مقاربة القاضي عبد الجبار لمسألة العدل الإلهي.
***
إذا كانت مريم العطار (ومن قبلها محمد أركون)3 تنطلق من نظرية العدل الإلهي عند المعتزلة لبناء تصور إسلامي للأخلاق، فإن آخرين انطلقوا من تراث كتب الأدب ورسائل مكارم الأخلاق ومؤلفات الفلاسفة المسلمين. ومن بين هؤلاء الباحث الماليزي محمد ناصر عُمَر في كتابه "الأخلاق المسيحية والإسلامية" (Nasir Omar; 2003)، الذي أقام بحثه على تحليل مفهوم تحصيل السعادة القرآني عند المسيحي يحي بن عدي (تـــ 974 هــ) والمسلم مسكويه (تــ 1030 هـ)، في كتابيهما الحامل لنفس العنوان: تهذيب الأخلاق، باعتبارها سنام الغاية الأخلاقية في القرآن. يعتبر الكاتب أن مصطلح الخُلُق (ج. أخلاق) مصطلح قرآني خالص، وبالتالي فإن الأخلاق في الإسلام ملتصقة بالدين، لا تنفصل عنه، ويصبح القرآن والسُنّة هما المرجع في تعريفها وحدّ حدودها. وبذلك فهو يخالف رأي العطّار في اعتبارها أصل الأخلاق في العقل كما أشار القاضي عبد الجبار. ولكن ناصر عمر يعتبر الأصل الذي تستمد منه الايتيقا الفلسفية أو الفلسفة الأخلاقية في الإسلام تعريفها هو علاقة الفلاسفة المسلمين بالفلسفة اليونانية.
ورغم محاولته تعريف الأخلاق في الفصل 6 من كتابه (what is character – khuluq? ص 161)، وتساؤله في فقرة خاصة (ص 166) عن طبيعة الخُلُق وعن إمكانية تغيّره (Is character natural? Is it possible to change it?) إلا أنه لم يصل بالنهاية إلى درجة التمييز بين القيم والأخلاق والايتيقا، ولا تلمس مجالاتها، بحكم بقائه "سجين" تعريفات الفلاسفة المسلمين، وعدم مغادرته التصورات اليونانية للمسألة.
وقد حاول الكاتب في دراسة له لاحقة بعنوان "الايتيقا في الإسلام: دراسة نقدية" (Nasir Omar; 2010) تعميق النقاش حول الموضوع من خلال استدعاء عدد كبير من علماء المسلمين القدامى وآرائهم في المسألة الأخلاقية، إلا أن الصورة بقيت على "ضبابيتها"، فنجده – تصريحا لا تلميحا – ينبس بــ"حيرته" من خلال عنوان فقرة في دراسته عنونها كما يلي (‘ILM AL-AKHLAQ (ETHICS OR MORAL PHILOSOPHY))، وهو في كامل بحثه يراوح بين استعمال هذا المصطلح أو ذاك، دون توقف عند انزياحات المعنى في مجاليهما، بالرغم من إيراده لتعريف القدامى للخُلق باعتباره حالة من حالات النفس تُحدد أفعال الانسان؛ والحال مختلف عن النفس وعن الأفعال؛ وهو يحصل بالدُربة والممارسة، في حين أن النفس سليقة، وهي جزء من طبيعة الانسان. (Nasir Omar; 2010 - 160). وعاد للتأكيد على مركزية مسكويه وكتابه "تهذيب الأخلاق" في إقامة فلسفة أخلاقية إسلامية، وذلك بفضل ولوج عالم الفلاسفة اليونان (Nasir Omar 2018).
ولا يبتعد عمر كثيرا عن مواقف عدد من الباحثين الذين ساروا منهجه في دراسة المسألة مثل رفيق عيسى بيكون (جامعة نيفادا – أمريكا) الذي يُعرّف الايتيقا بأنها "مجموعة من المبادئ الأخلاقية التي تميز ما هو صحيح عما هو خاطئ. إنها مجال تشريعي لأنها تحدد ما يجب على الشخص فعله أو الامتناع عن فعله ... الكلمة الأقرب للأخلاق في القرآن [في سياق إسلامي] هي "الخلق". ويستخدم القرآن أيضًا مجموعة كاملة من المصطلحات لوصف مفهوم الخير: الخير، البر، العدل، الاستقرار والعدالة، الحق والصواب، المعروف والمقبول، والتقوى" (Beekun 1996).
وهذه النزعة "التعويمية"، كما حللها برنارد نويل (نويل، 2017) في دراساته، لا تزيد معنى تلك المصطلحات، وتعريف المجالات التي تتحرك ضمنها، إلا إلغازًا. بل إن البحوث التي تناولت الموضوعة من خلال ما يُطلَقُ عليه بالإسلاميات التطبيقية لم تكشف عن كثير بخصوص الرؤية القرآنية للقيم. وهذا محمد أركون (على سبيل المثال)، وهو الذي كرّس كثيرا من أعماله، في بداية حياته وفي آخرها، لتدبر مسائل الأخلاق الإسلامية والنزعة الانسية فيها لا يترك أثرا يُفصّل فيه رؤيته القرآنية التي بشر بها في المجال.
استهل أركون مساره العلمي بالاهتمام بمسكويه ونزعته الإنسانية، وحقق له وترجم كتابه "تهذيب الاخلاق"، قبل أن يخصص له رسالته للدكتوراه. وأعلن – بوضوح – عن هدفه ورغبته في "استخراج (أو استخلاص) النظرية الأخلاقية القرآنية التي وجهت حتى يومنا هذا ممارسة كل الفكر العربي – الإسلامي طيلة تاريخه الطويل"، ويقصد بها "المبادئ المحورية التي رسخها القرآن"، ويسميها في موضع آخر "المحورية القيَمية القرآنية l'axiologie coranique"؛ جاء ذلك في الفصل الأول من كتابه، والذي وضع له عنوانا واضحا وذا دلالة فيما يبغيه: (نظرية القيم القرآنية). (Arkoun, 1986)4. ولكنه يتدارك بعد ذلك (في محاورات القرن 21 التي نظمتها اليونسكو عام 2004) ليدعو إلى "إعادة قراءة جينيالوجية للقيم" وإلى "نشأةٍ مُخرِّبَةٍ للقيم ... تتعارض مع التحديدات المعيارية لنظام ثابت للقيم تَضْمَنُ ديمومته الوصايا الإلهية أو المبادئ اليقينية للإنسان المتسامي". (أركون، 2005). ويؤكد على ذلك مجددا بالدعوة إلى "منظور علم أخلاق جديد نريد بلورته ويتجاوز كل التركيبات اللاهوتية القديمة وكذلك السياسية الأيديولوجية المعاصرة" (أركون، 2011). المشكلة أن أركون – وضمن مقاربة الاسلاميات التطبيقية النقدية – هو من طرح على نفسه تأويلية قرآنية جديدة لسؤال القيم والأخلاق، وخصص بعض مؤلفاته لذلك (كتابه "قراءات في القرآن" على سبيل المثال)، ولكننا لم نجد له اشتغالا حول المهمة الأولى في نشأة كل علم: حدّ الحدّ، وضبط المعنى، ورسم العلاقات: ما القيم؟ ما الأخلاق؟ ما الايتيقا؟.
(يتبع)
1) يقول ماسّي Massé على سبيل المثال، 2009: Ainsi, la morale n’est pas un simple « domaine du culturel » et devrait donc s’imposer comme un objet central d’étude pour l’anthropologie (p 22) … Nous sommes donc en mesure de proposer qu’une anthropologie des moralités et une anthropologie de l’éthique puissent recouvrir deux réalités complémentaires et essentielles (p 36)
2) https://www.awaser.net/2024/03/30/ نظرية-الأخلاق-القرآنية-وخلاص-البشرية
3)تناول محمد أركون في كثير من دراساته المسألة الأخلاقية في الإسلام، ونشر في وقت مبكر تحقيقا لرسالتين منسوبتين لمسكويه؛ كما فصل مجمل تصوراته في المسألة في كتابه: - Contribution à l'étude de l'humanisme arabe au IVe/Xe siècle : Miskawayh, philosophe et historien (Paris, Vrin, 1970; 2e éd. 1988)
3)عدنا إلى النص في لغته الاصلية، ولكننا اعتمدنا ترجمة هاشم صالح الصادرة عن مركز الانماء القومي ببيروت عام 1990
قائمة المراجع
- أركون، محمد (2011)؛ نحو تاريخ مقارن للأديان التوحيدية. تر. هاشم صالح. بيروت: دار الساقي
- أركون، محمد (2005)؛ "من أجل نشأة مخربة للقيم. ضمن أعمال "القيم إلى أين؟". تونس: بيت الحكمة
- الجابري، محمد عابد (2001)؛ العقل الأخلاقي العربي. بيروت: مركز دراسات الفكر العربي.
- Ahmad, Khurshid. (2003). The Challenge of Global Capitalism: An Islamic Perspective. Making Globalization Good: The Moral Challenge of Global Capitalism. Oxford: Oxford University Press.
- Al-Attar, Mariam (2010); Islamic Ethics, Divine Command Theory in Arabo-Islamic thought. Routledge, New York, 2010
- Al-Attar, Mariam (2017); Meta-ethics: A Quest for an Epistemological Basis of Morality in Classical Islamic Thought. Journal of Islamic Ethics 1 (2017) 29–50
- Al-Bar, Mohammed Ali & Chamsi-Pasha, Hassan (2015); Contemporary Bioethics, Islamic Perspective. Springer Cham Heidelberg New York Dordrecht London
- Al-Hasan Al-Aidaros; Faridahwati Mohd Shamsudin; Kamil Mohamed (December 2013). "Ethics and Ethical Theories from an Islamic Perspective". International Journal of Islamic Thought 4(1): 1-13;
- Arkoun, Mohamed (1986); L'Islam, morale et politique. Paris: Desclée de Brouwer/Unesco
- Arkoun, Mohamed (1986); L'Islam, morale et politique. Paris: Desclée de Brouwer/Unesco
- Arkoun, Mohamed (2012). La Construction humaine de l'islam. Entretien avec Rachid Benzine et Jean-Louis Schlegel ; préf. Edgar Morin. (Paris, Albin Michel, 2012)
- Donaldson, Dwight M., Studies in Muslim Ethics, London, S.P.C.K., 1953.
- Fakhry, Majid, Ethical Theories in Islam, Leiden, Brill, 1991.
- Fassin, Didier; INTRODUCTION. Towards a Critical Moral Anthropology. In Moral anthropology, Didier Fassin ed., Malden: Wiley-Blackwell: 1-17
- Hasnah Haron, Nurul Nazlia Jamil and Nathasa Mazna Ramli; Western and Islamic values and ethics: are they different? Journal of Governance and Integrity (JGI) Vol. 4, Issue 1, 12 – 28
- James Laidlaw; The Subject of Virtue: An Anthropology of Ethics and Freedom. Cambridge: Cambridge University Press, 2014.
- Khurshid Ahmad (2004). The challenge of Global Capitalism: An Islamic perspective. Policy Perspectives, Vol. 1, No. 1 (April 2004), pp. 1-29
- Mansoureh Ebrahimi, Kamaruzaman Yusoff (Faculty of Islamic Civilization, Universiti Teknologi Malaysia). Islamic Identity, Ethical Principles and Human Values. European Journal of Multidisciplinary Studies; September-December 2017 Volume 2, Issue 6
- Mansoureh Ebrahimi, Kamaruzaman Yusoff (Faculty of Islamic Civilization, Universiti Teknologi Malaysia). Islamic Identity, Ethical Principles and Human Values. European Journal of Multidisciplinary Studies; September-December 2017 Volume 2, Issue 6
- Mohd Nasir Bin Omar (2003). Christian & Muslim Ethics: a study of how to attain happiness as reflected in the works on Tahdhib al akhlaq by Yahia b. Adi (d. 974) and Miskawayh (d. 1030). Perpustakaan Negara Malaysia
- Mohd Nasir Bin Omar (Universiti Kebangsaan Malaysia); Ethics In Islam: A Critical Survey. Journal of Islamic Studies · August 2010
- Mohd. Nasir Omar (2018); THE SOUL (AL-NAFS) AND ITS EFFECTS ON CHARACTER: AN ANALYSIS OF THE THOUGHT OF THE GREAT MUSLIM MORALIST, MISKAWAYH (D.1030). Science International (Lahore),30(1),53-57, 2018
- Mohd. Nasir Omar (2018); THE SOUL (AL-NAFS) AND ITS EFFECTS ON CHARACTER: AN ANALYSIS OF THE THOUGHT OF THE GREAT MUSLIM MORALIST, MISKAWAYH (D.1030). Science International (Lahore),30(1),53-57, 2018
- Sean Lau; The Distinction between Theology and Ethics: A Critical History. Journal of Religious Ethics; First published: 16 January 2024