في الانعطافة الأخلاقية، وبداية ظهور تيار الأخلاق القرآنية (4)

عبد الحق الزموري

الانعطافة الأخلاقية

بلغ العقل الأداتي الغربي منتهى شططه في رسم النمط الحداثي عندما جعل رهان السيطرة "الجشعة" والظالمة على الطبيعة هدفًا أسمى لا يضاهيه هدف، فغابت مباحث القيم والأخلاق طويلا عن التداول المعرفي. إلا أن الأزمات ذات البُعد الكوني التي عرفتها الحضارة المعاصرة (Harun et al., 2021) قد دفعت إلى ظهور نقد فلسفي غربي للمأزق الحداثي ولفقدان البوصلة الأخلاقية للحداثة المعاصرة. كان الاهتمام بالسؤال الأخلاقي في العقدين الماضيين كبيرا ومتناميا (Wesselhoeft; 2023, 108-120)، وأصبحت الأخلاق والايتيقا حاضرة في مجالات متنوعة جدا، سواء تعلق الأمر بالسياسة أو بالاقتصاد، بالحرب أو بالعلاقات الجنسية، بالعدل العالمي أو بالدراسات البيولوجية، ما دفع الجماعة العلمية في الغرب إلى إطلاق عبارة "الانعطافة الأخلاقية" (ethical turn) عليه، وهي تسمية أصبحت الآن دارجة في المباحث ذات العلاقة. (Laidlaw; 2017)، ترجمها جاك ليفي في كتاب له بعنوان "الإنسانيةُ بدايةً. المنعطف الأخلاقي لمجتمع العالم" (Lévy; 2021).

تُجمِعُ الدراسات على أن عاملين رئيسيين تزامنا وساعدا بشكل حاسم على تلك الانعطافة الأخلاقية؛ الأول عندما هاجر السؤال الأخلاقي ساحة الجدل الفلسفي إلى مجال الأنثروبولوجيا (Fassin; 2014)، ويُعتَبَرُ جايمس لايدلاو الوجه الأبرز في هذا المجال، بل ويؤرَّخُ لتلك الانعطافة بمقالته الشهيرة "نحو أنثروبولوجيا للأخلاق وللحرية" (Laidlaw; 2002) التي تحولت إلى كتاب يحمل عنوان: "The Subject of Virtue: An Anthropology of Ethics and Freedom " الصادر عام 2014، طوّر فيه من مفهوم الفضيلة داخل حقل الأنثروبولوجيا.

أما العامل الثاني الذي ساعد على تلك الانعطافة فهو الاشتغال المبكر لعدد من الباحثين المسلمين (جُلّهم في الغرب) حول مفهومات الأخلاق الإسلامية ودورها المحتمل في الإجابة عن عدد من الأسئلة الاجتماعية والسياسية، كحسين علي أغراما، وصبا محمود وخالد أبو الفضل، ومحمد عابد الجابري، وطلال أسد، وطه عبد الرحمان، ووائل حلاق، وغيرهم. (Agrama; 2010, 2-17 / Katz; 2015 / Ghaly; 2017, 1-5).

ووصل التركيز على موضوعة الأخلاق في جميع مناشط الانسان في المدة الأخيرة (صناعة، تعليم، ثقافة، اقتصاد، تكنولوجيا، رياضة، فن ... الخ.) إلى حد تخصيص المجلس الأوروبي ميزانية لدعم مشروع دراسي ضخم تحت مُسمّى "نحو نقد أخلاقي للأنثروبولوجيا" (2009 – 2013)1 برئاسة العالم الفرنسي ديدييه فاسّان (Fassin & Lézé; 2013). يذهب لايدلاو إلى أن المساهمات الثلاثة التي ظهرت بشكل متزامن تقريبا (مقالته عام 2002، ودراسة لامبيك عن "أنثروبولوجيا الدين والنزاع بين الشعر والفلسفة عام 2000، وكتاب جايمس فوبيون "نحو أنثروبولوجيا للأخلاق: فوكو وتعليمات الذاتية الأخلاقية" 2001) قد فتحت الباب على مصراعيه أمام مبحث الأخلاق في الأنثروبولوجيا ليتصدّر أعمال ورشات ومؤتمرات، ويصبح موضوعا للرسائل الجامعية، ولإصدار الكتب والمراجعات. (Laidlaw, 2017).

المنظومات الأخلاقية في الإسلام: "الوَلَهُ" الأكاديمي

بعد المجهودات المفردة والمتفرقة للجيل الأول من الباحثين المسلمين الذين أشاروا إلى ضرورة الاهتمام بالرؤية الإسلامية للأخلاق والقيم (دراز؛ إيزوتسو؛ فضل الرحمان؛ حوراني ...)، ظهر جيل جديد من الباحثين المسلمين في الغرب أخذوا المشعل ووسّعوا طرائق النظر في هذا المبحث، محاولين الانطلاق من الإرث الإسلامي في مسألة الأخلاق، وربطوها بالمآزق الحياتية التي تعترض الإنسانية في البيئة أو الصحة النفسية أو البيولوجيا أو غيرها. وشجّع ذلك الانتباه الأكاديمي المتزايد في الجامعات الغربية Mahmood; 2005) وHirschkind; 2006 ) وفي جنوب شرقي آسيا (Haron et al.; 2020) وغيرها على ظهور مبادرات جماعية، يقول عنها غالي: "ومن أجل تلبية هذا الطلب الملح، كان على الباحثين في مختلف المجالات العمل معًا وإنتاج أبحاث مبتكرة تعالج هذه التحديات الجديدة. تعمل بعض المشاريع واسعة النطاق على (أو تضع خططًا لــ)تطوير قواعد البيانات والموسوعات التي تهدف إلى تسهيل عمل الباحثين في مجال الأخلاق الإسلامية الناشئ". (Ghaly; 2017, 1 – 5). ومن بين تلك المشروعات على سبيل المثال لا الحصر جمعية دراسة الأخلاق الإسلامية (SSME) بفلوريدا التي تكونت رسميا عام 2009 وكان يرأسها البروفسور جون كلساي، ومركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق (CILE) بالدوحة، الذي ظهر للنور عام 2012، ومجلة أخلاق الصادرة عن مركز تجديد للفكر والثقافة بالعراق عام 2023، وغيرها. كما تعزز موقع دراسة الأخلاق الإسلامية في دوائر بحثية متخصصة في الأخلاق الدينية (مسيحية ويهودية ... الخ.) مثل مجلة الأخلاق الدينية (Journal of Religious Ethics) بنيويورك، التي احتفلت عام 2023 بعيد ميلادها الخمسين، أو في مجلة المسائل القانونية والأخلاقية والتنظيمية (Journal of Legal, Ethical and Regulatory Issues – JLERI) الصادرة ببريطانيا وسنغافورة ... أو غيرها. وسنعرض هنا إلى مبادرتين تشتغلان على موضوعة الأخلاق الإسلامية، وتتحركان في أفقين مختلفين.

جمعية دراسة الأخلاق الإسلامية بفلوريدا

(Society for the Study of Muslim Ethics) (SSME)

تُعرِّفُ المبادرة نفسَهَا بأنها "أول جمعية أكاديمية مهتمة بدراسة الأخلاق الإسلامية"، وأنها "جمعية علمية تعمل على تعزيز البحث الفكري في الأخلاقيات الإسلامية، بما في ذلك العلاقة بين الأخلاقيات الإسلامية والتقاليد الأخلاقية الأخرى، والقضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. تدعم الجمعية العمل الأكاديمي في كل من الأخلاقيات الفلسفية والتطبيقية، سواء في القضايا التاريخية أو المعاصرة. كما تهدف الجمعية أيضًا إلى تعزيز تدريس الأخلاقيات الإسلامية في الكليات والجامعات والمدارس اللاهوتية، لتحسين فهم الأخلاقيات الإسلامية في المجتمع الأوسع من خلال النشرات والأنشطة التعليمية الأخرى، وتوفير مجتمع للحوار والنقاش لأولئك الذين يعملون مهنيًا في دراسة الأخلاقيات الإسلامية"2. بدأ ظهور نشاط المؤسسين في هذا السياق عام 2003، حيث تشكلت مجموعة العمل حول الأخلاق الإسلامية من قبل أعضاء جمعية الأخلاق المسيحية، بقيادة البروفيسور جون كيلسي من جامعة فلوريدا. وكانت هذه المجموعة تنشط سنويًا في مؤتمر جمعية الأخلاق المسيحية وجمعية الأخلاق اليهودية، حتى تم اتخاذ القرار في عام 2008 بتوسيع المجموعة إلى منظمة مستقلة تعمل بالتعاون مع الجمعيتين الأخرتين.

ويُشتَرَطُ للانضمام إلى الجمعية أن يكون المترشح حاصلا على شهادة الدكتوراه أو ما يعادلها، أو أن يكون ممن له منشورات علمية حول الأخلاق الدينية، أو له وظيفة تدريس بدوام كامل في الأخلاق أو المجالات ذات الصلة في مؤسسة معتمدة للتعليم العالي. تنشط الجمعية في أمريكا الشمالية وأوروبا، ولكنها مهتمة – أيضا – بانضمام علماء من مناطق أخرى إليها.

أقامت الجمعية لحد الآن 14 مؤتمرا سنويا، أولها عام 2010 وتناول محاور الأخلاق الإسلامية والآخر، والأخلاق الإسلامية: السُنّة – الإصلاح – المقاومة، وورشة حول تدريس الاخلاق الإسلامية في التعليم العالي بأمريكا. أما آخر تلك المؤتمرات فانعقد بشيكاغو في جانفي 2024 حول موضوعة "إعادة تصوّر الأخلاق الإسلامية في زمن التحولات".

تَرْأسُ الجمعية اليوم رايسا فون دوتينشام دو رانده (Raissa A. von Doetinchem de Rande) أستاذة الدراسات الدينية بمعهد رودس بمنفيس، بمساعدة جوزيف فيغنون أستاذ تاريخ الدين والعلم والأدب بجامعة غونزاغا بواشنطن (نائبا)، ودانيال فيدمان أبراهام أستاذة الدراسات الإسلامية والأديان المقارنة بمعهد أورسينوس ببنسلفانيا (سكرتيرة). أما مكتبها التنفيذي فيتكون من سام هوستن، ومختار علي، وسامي أيوب، وكمال غاسيموف، وآيسينور كام.

وبالاطّلاع على المؤتمرات المختلفة التي نظمتها الجمعية، نلاحظ الحضور اللافت لمشاركة الباحثين ذوي الأصول المسلمة في الغرب (الأمريكي بشكل خاص). ففي مؤتمرات 2010 – 2012 فاقت مداخلات هؤلاء 57 %، وفي مؤتمر عام 2023 حافظ حضورهم ومشاركاتهم على نفس النسبة تقريبا (55 %).

وقد تناولت تلك المؤتمرات جوانب متعددة جدا، ومَرْوَحَةً واسعة من الموضوعات والأسئلة ذات العلاقة بالأخلاق الإسلامية النظرية منها والتطبيقية، في التاريخ والأدب والتفسير والفقه والفلسفة، في مستوى القيم أم في مستوى إيتيقا السلوكات الإنسانية المختلفة.

مجلة الأخلاق الإسلامية – Brill و CILE

عرّفَ محمد غالي المجلة في أول افتتاحية لها من خلال عنوان – شعار استهل به تقديمه: "مجلة الأخلاق الإسلامية: الطلب المُلحّ والمجال الواعد" (Ghaly; 2017)، وهو تعبير يترجم تماما واقع المبحث في الأكاديميا اليوم، في مختلف أرجاء الأرض. ظهرت مجلة الأخلاق الإسلامية (Journal of Islamic Ethics) للوجود عام 2017، ثمرةً لأعمال مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق بالدوحة، ودار النشر اللندنية "بريل". أما سياقات النشأة فجاءت – كما بينّا أعلاه – ضمن ما أطلق عليه الباحثون بـــ"الانعطافة الأخلاقية" الكونية، والتقاطعات بين الانثروبولوجيا والدراسات الإسلامية بخصوص الاهتمام (و/ أو إعادة الاهتمام) بمبحث الأخلاق والقيم. يقول غالي في مقدمته:

"Despite some individual differences on specific issues, the key contributors to this field agree on the urgent need to (re-) approach the Islamic tradition and its overall system (Sharia) as an indivisible whole and with ethics as its central core."

تطرح المجلة على نفسها تفكيك "سؤال الأخلاق" في المنظور الإسلامي من مختلف الزوايا، النظرية منها والتطبيقية، وبمختلف المقاربات واللغات، وفي الاختصاصات المعرفية المتعددة. وكان لها فضل جميل في جمع عدد كبير من الباحثين من مختلف بقاع الأرض للتدبّر في الموضوعة. وقد اختار القائمون عليها أن "تركز على المقاربات الأخلاقية التي تحفل بها الفلسفة الإسلامية وعلوم أصول الدين والتصوف والفقه فضلًا عن الحضارة الإسلامية عامة، وبخاصة تلك المتعلقة بالمبادئ والأساليب التي يجب اتباعها لتطبيق هذه المقاربات في مختلف مناخي الحياة الاجتماعية المعاصرة"، كما اختاروا أن تكون موادها مفتوحة لعموم القرّاء. 3

تُصدِرُ المجلة عددين في السنة، ولكنها صدرت لحد نهاية 2023 في أعداد مزدوجة (باستثناء المجلد السادس لسنة 2016 الذي صدر في عددين)، ويرأس تحريرها محمد غالي (مصر) أستاذ الأخلاق الطبية والحيوية في الإسلام بمركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق – الدوحة، مستعينا بكل من فريال بوحافة أستاذة الفلسفة الإسلامية بجامعة كامبردج، ومعتز الخطيب أستاذ المنهجية والأخلاق في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة، والمشرف على وحدة أبحاث "الإسلام والمنهجية والأخلاق" في "مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق"، وبريجيت كرافيتز أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة برلين.

صدر عن المجلة (2017 – مارس 2024) حوالي 57 دراسة (إضافة إلى المقدمات ومراجعة الكتب والتقارير)، تناولت مختلف ميادين الأخلاق الإسلامية التي عرضنا أعلاه، وكان الاهتمام بارزا بالأخلاق التطبيقية ووجهة نظر الإسلام لها (المجالات الطبية والبيئية والفلاحية والصناعية ...الخ).

اختار القائمون على المجلة أن يضمّ العدد الأول منها بعض أعمال ندوة "القرآن والأخلاق" التي نظمها المركز عام 2015، وأضافوا إليها دراستين لملء الفراغ الملاحظ في موضوعات الندوة، واحدة لمعتز الخطيب محرر العدد والثانية لخالد أبو الفضل. وكان الاختيار نابعا – لا شك – من إرادة البناء على ما يمكن تسميته "الرؤية القرآنية للأخلاق".

واصلت المجلة على طول أعدادها التسعة الصادرة لحد الآن الحفر في غور المفاهيم الأخلاقية الإسلامية، في التاريخ وفي المعاصر واستشرافا للمستقبل، ويُعدُّ الجهد الذي بذلته في هذا المضمار "جبّارا"، مقارنة بما يتوفر في الساحة، وساهم لا شك في إبراز قيمة المقترح الأخلاقي الإسلامي في حل مشاكل البشرية، إلا أن السؤال المنهجي الأول الذي يُفتَرَضُ البدء به – برأينا – ، وهو العمل على بيان الرؤية القرآنية في التمييز بين مستويات القيم والأخلاق والايتيقا والأدب، ورسم خرائطية السُلّم الأخلاقي (بالمفهوم العام) وتراتبية درجاته، لتوضيح وتسهيل حركة كل مستوى من المستويات وعلاقة كل منها ببقية الدوائر، قد كان فاترًا.

لا بد من الإقرار بأن ما قامت به المجلة، بمعاضدة مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق، يُعتَبَرُ من أبرز المبادرات الأكاديمية العالمية في مجالها، إلا أن مبحث رفع اللبس عن تلك المستويات المفاهيمية في القرآن، وتأسيس علاقة كل منها بالمستويات الأخرى، لم ينلْ – ربما – الاهتمام اللائق به علميا ونظريا؛ إذ أحصينا 17 دراسة فقط (من بين الـــ57 دراسة الصادرة في المجلة) لامست وتقاطعت، كثيرا أو قليلا، مع هذه المسألة، مثل دراسات خالد أبو الفضل ومريم العطار (العدد الأول)، أو دراسات عبد الرحمان حللي وغسان المصري (العدد الخامس)، أو دراسة أحمد ضيف (العدد السادس) ... الخ. ولكننا لا نجد دراسة نظرية واحدة تضع هذه المصطلحات – المفاهيم موضع التفكيك، وإعادة التركيب من داخل النسق القرآني لحسم الجدل الطويل والخلط الفاضح بينها.

(يتبع)

1) voir le site du projet: Morals; A Research Program in Social Science https://static.ias.edu/morals.ias.edu/index.html  
2)https://www.ssmethics.org/previous-meetings/   
3)https://brill.com/view/journals/jie/jie-overview.xml 

: References

  • Agrama Hussein. 2010. Ethics, Tradition, Authority: Toward an anthropology of the Fatwa. American Ethnologist. 37 (1): 2–17.
  • Fassin, Didier & Lézé, Samuel; La question morale. Une anthologie critique. Paris: Presses Universitaires de France, 2013
  • Fassin, Didier. 2014. The Ethical Turn in Anthropology: Promises and Uncertainties. Journal of Ethnographic Theory 4 (1): 429–435.
  • Ghaly, Mohammed; The Journal of Islamic Ethics: A Pressing Demand and a Promising Field. Journal of Islamic Ethics 1 (2017) 1–5
  • Ghaly, Mohammed; The Journal of Islamic Ethics: A Pressing Demand and a Promising Field. Journal of Islamic Ethics 1 (2017) 1–5
  • Harun et al., 2021
  • Hirschkind, Charles. 2006. The Ethical Soundscape: Cassette Sermons and Islamic Counter publics. New York: Columbia University Press
  • Hirschkind, Charles. 2006. The Ethical Soundscape: Cassette Sermons and Islamic Counter publics. New York: Columbia University Press
  • Laidlaw, James. (2017) 2023. “Ethics / morality”. In The Open Encyclopedia of Anthropology, edited by Felix Stein. The Cambridge Encyclopedia of Anthropology.
  • Laidlaw, James; An Anthropology Of Ethics And Freedom. Journal of the Royal Anthropological Institute, Volume 8, Issue 2 / 2002. p. 311-332
  • Lévy, Jacques; L'Humanité : un commencement. Le tournant-éthique de la société-Monde. Paris: Odile Jacob, 2021.
  • Mahmood, Saba. 2005. The Politics of Piety: The Islamic Revival and the Feminist Subject. Princeton: Princeton University Press
  • Wesselhoeft, Kirsten; Muslim Ethics and the Ethnographic Imagination. Journal of Religious Ethics, Volume 51, Issue 1 (2023) p. 108-120